لماذا يجب أن يكون لي موقع على الإنترنت؟



سؤال قد يراودك يوماً ما، هل يجب أن يكون لي موقع على الإنترنت حقاً؟
قبل أن تجيب على السؤال، أدعوك لقراءة ما نُشر أمس على موقع جريدة المصري اليوم الإلكتروني تحت عنوان " أعداد مستخدمي الإنترنت سيصل بنهاية 2010 إلى أكثر من 2 مليار شخص" ، اقرأ معي أولاً:
(أشارت أحدث الإحصائيات العالمية إلى أن أعداد مستخدمي الإنترنت ستصل بنهاية العام الحالي إلى أكثر من 2 مليار شخص. وأتى ذلك في الإحصائية التي أعلنها الاتحاد الدولي للاتصالات أمس الثلاثاء في جنيف بمناسبة اليوم العالمي للإحصاء والذي يحتفل به للمرة الأولى اليوم الأربعاء 20 أكتوبر الجاري وفقا لما أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة اعترافا بأهمية الإحصاء في تشكيل المجتمعات.
وأشارت الإحصائية إلى زيادة مستخدمي شبكة الإنترنت بالمنازل من 1.4 مليار شخص العام الماضي إلى نحو 1.6 مليار شخص هذا العام. وأظهرت الإحصائية أن نحو 90% من سكان العالم يستعينون بخدمات الاتصال المحمولة المتوافرة في 143 دولة من دول العالم. والجدير بالذكر أن الإحصائية أشارت إلى أن أعداد مستخدمي الإنترنت تزداد بصورة أسرع في الدول النامية مقارنة بالدول الصناعية إذ أن 162 مليون شخص من الـ226 مليون مستخدم جديد للإنترنت هذا العام من دول نامية.
غير أن هناك فارقا كبيرا بين نسبة مستخدمي الإنترنت في سكان كل من الدول النامية والدول الصناعية، إذ أن نسبة مستخدمي الإنترنت بين إجمالي سكان الدول النامية وصلت إلى 21% فقط فيما تبلغ هذه النسبة بين سكان الدول الصناعية 71% .)
إلى هنا وانتهى تقرير المصري اليوم، وهو وافي وشديد الحداثة، إذ أن تقرير الاتحاد الدولي صادر بتاريخ 19/10/2010 .. ولا ندري ما يخبئه لنا المستقبل من أرقام.
أعداد مستخدمي الإنترنت يزيد باضطراد وأثبتت إحصائيات أخرى أن 90% من مجالات الأعمال يمكن عرضها وتسويقها وبيعها على الإنترنت .. بداية من العقارات حتى الكتب الإلكترونية، مروراً بالسيارات والمجوهرات والملابس والسلع الغذائية والمأكولات السريعة .. الخ.
أبعد كل هذا مازلت تفكر: هل أقوم بإنشاء موقع على الإنترنت أم لا؟
حسناً .. سأحكي لك قصة أخرى لاحظتها بنفسي على مدار الـ 15 سنة الماضية ..
بدأت علاقتي بالكمبيوتر وأنا في الصف الأول الثانوي في مدرستي الثانوية، وبدأت أتعرف عليه وعلى إمكانياته على استحياء، وكان صديقي الوحيد الذي يملك جهاز كمبيوتر في منزله، صديقاً مميزاً، بمعنى أننا كنا نجتمع حوله جهاز الكمبيوتر عنده، كما يجتمع الأطفال على أفلام (توم وجيري).
نراقب هذا الكاهن الإلكتروني الذي يبهرنا بإمكانياته، وتختمر في أذهان كل فرد منا رغبته في شراء جهاز مماثل، وبالفعل لم تمض أسابيع معدودة إلا ويشتري آخر من مجموعتنا جهاز كمبيوتر في منزله، ويتوقف عن زيارة الصديق الأول لمشاهدة جهازه، فقد أصبح لديه جهازه الخاص. وتمضي الأيام ويزداد عدد الزوار لصديقي تناقصاً حتى لم أذهب إليه أنا الآخر .. فقد أصبحنا جميعاً نمتلك أجهزة كمبيوتر.
كل هذا يحدث والكثير ممن حولنا سواء من الآباء أو الزملاء، يرى أن جهاز الكمبيوتر هذا هو تطوير لجهاز (الأتاري/ألعاب الفيديو) .. مجرد وسيلة أخرى للعب ليس إلا، ويرى أن فورة الكمبيوتر هذه ستأخذ وقتها من حياة الشباب ثم تذهب بلا عودة.
ولكنها لم تذهب، فقد أثبت الجهاز – كما نرى اليوم – أحقيته باحتلال مكانة خاصة في كل كيان وكل مكان، وعلى مدار أكثر من 7 سنوات، لم أزر بيت في أى مكان إلا ووجدت جهاز كمبيوتر فيه.
حسنا .. ماذا عن الإنترنت؟
بدأ الإنترنت غريباً مجهولاً للكثير منا، وارتفاع سعر الساعة جعل الصعوبة في الوصول إليه أكثر، ولكن مع ظهور تقنية الـ DSL واستخدامها على نطاق موسع، تتناقص الدائرة بالتدريج، وتقل أسعار الخدمة، ويحدث ما حدث للكمبيوتر أول مرة .. كثير من الناس يرفضون الإنترنت، وهناك من أقسم ألا يدخل بيته الإنترنت على افتراض أنه أحد مداخل إبليس في حياة البشر .. وتمضي الأيام، وأثبت النت سطوته على الجميع، ووصوله إلى كل مستخدم، حتى ذلك الذي كان يظنه مدخلاً للشيطان، بدأ يبحث عن طريقه دراسة العلوم الشرعية، وأصبح كثيراً من المنازل – فضلاً عن الشركات – يجب أن يكون في بيته خط متصل بالإنترنت 24 ساعة.
وتماشياً مع التطور السابق، لم يعد أحد من البشر الآن لا يملك بريد إلكتروني، وفي الأيام المقبلة لن تجد إنساناً واحداً إلا ولديه موقع على الإنترنت .. إنها عجلة التطور الطبيعية .. شئنا أم أبينا.
السبق هنا لمن سبق .. ومن أنشأ موقع مصراوي من أكثر من 10 سنين لم يكن ليربح ما ربح منه الآن لو أنه تأخر قليلاً عن إنشاءه.
هل فهمت قصدي؟
أعتقد الآن أنك تملك الإجابة على هذا السؤال ..