تجارة الدومينات



لكل عصر متطلباته وعناصره التسويقية، ونحن في عصر الإنترنت حيث العالم قد أصبح قرية محدودة يتسابق الجميع فيها للظهور وإثبات تقدمه، وعرض خدماته وسلعه على الملأ.
فانطلق الناس في عالم التجارة الإلكترونية وتصميم المواقع في سباق محموم إلى التميز ومحاولة الانفراد بالتميز، وخلق هذا نوعاً جديداً من المنافسة في كافة مجالات وتصنيفات الويب.
وفي ظل هذا السوق ظهرت تجارة جديدة لا ندري تحديداً  من أبدعها وقام بتدشينها في عالم الإنترنت الساحر، ولكنها بدأت تفرض نفسها بقوة في السوق العالمي، ولم تحظ بأي نصيب ملموس في السوق العربي .. إنها تجارة الدومينات.
تجارة الدومينات برزت في الأذهان حينما اشترى (مايكل زوكربيرج) دومين facebook.com بمبلغ 250 ألف دولار، واتسعت العيون انبهاراً بربح مهول يُقدر بعشرات الآلاف في المائة، لرجل اشترى دومين بمبلغ لا يزيد عن 10 دولارات وكسب هذا المبلغ، فكما أمكن فعلها مع فيس بوك، ما المانع أن يتم عملها مع غيره من المواقع وأسماء النطاقات؟
تجارة الدومينات بكل بساطة هي أن تقوم بشراء أكبر كمية من الدومينات، ويُفضل أن تكون من الدومينات المميزة، وتقوم باحتجازها لديك بأي وسيلة من الوسائل، ثم تقوم بعمل موقع بسيط لبيع هذه الدومينات، وتقوم بالعرض عنها.
وتمر الأيام والأسابيع والشهور، ويأتي يوم يحتاج فيه أحدهم إلى أحد هذه الدومينات بشدة، ويكون على استعداد لدفع مبلغ مالي كبير فيها يُقدر بآلاف الدولارات. لذلك فتاجر الدومينات – إن صح القول – يعتمد في عمله على الصفقة الرابحة التي تأتي مرة واحدة وتكفيه أرباح شهور ماضية.
في حالة الإتجار بالدومينات يُفضل أن تتحلي بالقدرة على التوقع والتخيل، لاختيار اسم الدومين المميز والذي قد يأتي لذهن أي فرد من الأفراد، وأيضاً أن تكون على دراية بالسوق والهيئات الإدارية والحكومية على مستوى العالم، وخاصة أمريكا وأوروبا، وتحجز الدومينات التي تعبر عن هذه الهيئات من قريب أو بعيد، بأسماء نطاقات بالتفصيل أو باختصار.
ثم بعد ذلك أن تتحلى بالصبر .. فربما تبيع دومين واحد فقط يغنيك عن أرباح أعوام، وفي هذه النقطة نعود إلى صفة حسن التوقع والتخيل، والتي تملي عليك بأن تراقب السوق والشركات الكبيرة التي تظهر فيه، وتسارع بحجز أسماء نطاقات باسمها، وتعرضها للبيع، وحينما تبدأ الشركة في بناء الموقع الخاص بها، ستجد أن الدومين الذي يمثل اسمها بصورة رسمية معروض للبيع، وفي هذه الحالة – وحسب حجم الشركة – ربما تقوم الشركة بدفع مبالغ طائلة في سبيل تملك هذا الدومين، وحتى لو لم تدفع في لحظتها، وكبرت الشركة مع مرور الوقت، فستسعى لامتلاك دومين نيم باسمها أياً كان ثمنه وقتها.
وهناك العديد من الخدمات التي أتاحتها إنترنت وشركات حجز الدومين لتداول مثل هذه التجارة، مثل أن تقوم بعمل خدمة مثل Domain Parking وهي أن تقوم بترك الدومين بلا موقع وتكتفي بعرض إعلانات تقود إلى أماكن أخرى.
أيضاً هناك الطلب الخلفي أو Back Order وهو يتيح لأي شخص يرغب في دومين ما وكان هذا الدومين محجوز من قبل شخص آخر، أن يقوم بعمل تربص لهذا الدومين تحت عنوان (Back Order) وفي هذه الحالة تأتيك رسالة تُخبرك بأن الدومين الذي ترغب فيه متاح، لأن صاحبه لم يقم بتجديده.
شركات الدومينات في عملها أشبه ببحيرة من الماء الراكد، لا ترى فيها جديداً، حتى يأتي أحدهم فجأة، ويلقي فيها صخرة كبيرة تسبب تغيراً كبيراً، وهذا هو الحال، فربما تجلس بدون عمل وبدون طلبات على دومين مدة تتجاوز الـ 6 أشهر ثم فجأة يأتيك طلب بدومين يعوض خسارتك كل هذه المدة، أو يكون ضربة العمر كما حدث لبائع دومين الفيس بوك.
تحتاج منك تجارة الدومينات إلى رصيد نقدي شبه ثابت لتجديد الدومينات كل عام، وموقع بسيط، ودعاية لهذا الموقع، وربما تحتاج إلى موظف أو موظفين للاتصال ببعض الشركات المعنية بأمر دومينات محددة، ونظام تسعيري قائم على الخبرة، ومحاولة استغلال الدومينات المعروضة للربح من الإنترنت على الأقل لتأتي بنفقاتها السنوية البسيطة المتمثلة في تجديد الدومين.